الإثنين, فبراير 24

مفهوم الصحافة :

الصحافة من أقدم وسائل الإعلام الجماهيرية البارزة وصاحبة دور فعال في تقديم خدمات عديدة لأطراف العملية الإعلامية ، وهي المهنة التي تعتمد على نشر الخبر ، وتقديم مواد الرأي ، وغايتها تسليط الضوء على أحداث سياسية ، اجتماعية ، ثقافية مرتبطة بالمجتمع المحلي والدولي ، ولتصبح حلقة وسطى بين السلطة والشعب ، وبين الفعاليات المكونة للمجتمع . وبهذا فهي تساهم في تكوين مجموعة من الأبعاد الفكرية والتي تؤدي الى تشكيل الرأي العام بفضل المعلومات التي يتم تدفقها إلى الشعب .

الصحافة عبر التاريخ :

لم تكن الصحافة معروفة باسمها الحالي في العصور القديمة ، بل كانت عبارة عن مجموعة من الأخبار الشفهية يتم تداولها بين الناس ، والتي تعتمد على فكرة الإعلان العام ، فيتم إرسال شخص معين إلى أكثر الأماكن اكتظاظاً وخصوصاً الأسواق الشعبية ليقف وسط حشد يقرأ على مسامعهم خبراً ، أو مرسوماً ، وهكذا يتم تداول الخبر بين الناس حتى أختراع الطباعة على يد “يوحنا غوتنبرغ” الذي أنهى احتكار القراءة للطبقة الميسورة في المجتمع ، وصار بإمكان العامة من القراءة والتعلم والتزود بالأخبار ، لتظهر أول صحيفة انكليزية للتاريخ سنة ١٧٠٢ وكانت اسمها “الدايلي كورانت ” في فرنسا فقد ظهرت اول صحيفة عام ١٧٧٧ م وكانت اسمها” جورنال دي باريس” اما في الوطن العربي فكان السبق لجريدة “الوقائع المصرية “عام ١٨٢٨ م اما عند الكرد تأخر ظهورها حتى عام ١٨٩٨ م لتظهر باسم “كردستان” على يد مقداد بدرخان في القاهرة .

بدايات نشوء الصحافة الكردية :

صحيفة كُردستان اول صحيفة كردية خرجت الى النور في ٢٢ نيسان عام ١٨٩٨ أسسها الأمير الكردي مقداد مدحت بدرخان باسم كردستان ، وأعتبر هذا اليوم عيداً للصحافة الكردية ، يحتفل به الصحافيون الكرد في العالم ومقداد بدرخان سليل عائلة حكمت جزيرة بوطان والواقعة في ولاية شرناخ في الجزء الملحق من كردستان بتركيا . كتب في افتتاحية العدد الأول : “وضعت نصب عيني هدف ترسيخ الأهتمام بشؤون ابناء قومي الكرد إزاء التعليم ، ولأفتح فرصة التعرف إلى حضارة العصر وتقدمه ولا أبتغي من صدور هذه الجريدة سوى خدمة مصالح شعبي وسعادته ورفع المستوى الثقافي لابناء بلدي “مجلة روج كرد ” يوم الكُرد” وهي اول مجلة كردية صدرت من قبل الجمعية الطلابية هيفي في ٦ حزيران عام ١٩١٣ . صحيفة تيكشتني راستي “فهم الحقيقة” صدرت في عام ١٩١٨ في بغداد ، واستمرت حتى عام ١٩١٩ وحررت باللهجة الجنوبية السورانية وصدر منها ٦٧ عدداً فقط . صحيفة جين “الحياة” اصدرها مجموعة من المثقفين والطلبة الكرد في استانبول عام ١٩١٩ ، كُتبت باللهجة الكرمانجية والأبجدية العربية ، توقفت الجريدة بعد ٢٢ عدد عام ١٩٢٠ . كردستان عادت الصحيفة للنشر من جديد على يد ثريا بدرخان وصدر العدد الاول منها في استانبول بتاريخ ٣١ كانون الثاني عان ١٩١٩ . مجلة هاوار “الصرخة” بداية انطلاق الصحافة الكردية في سوريا ، أصدرها الامير جلادت بدرخان بالأبجدية اللاتينية في دمشق ، بعد أخذ موافقة من الحكومة السورية بتاريخ ١٥/٥/١٩٣٢ ، وهي مجلة نصف شهرية صدرت أول الأمر بالأبجدية العربية واللاتينية ثم اكتفت باللاتينية . أحدثت مجلة هاوار نقلة نوعية في الثقافة والأدب الكرديين ، وصدرت باللهجة الكرمانجية ولأول مرة بالابجدية اللاتينية ، وتركيزها على نشر بحوث والدراسات التي صبت جل اهتمامها على مسائل اللغة الكردية ، ولهجاتها المختلفة ، إلى جانب الشؤون العامة توقفت المجلة عن الصدور عام ١٩٤٢ بعد ٥٧ عدداً .

المراحل التي مرت بها الصحافة الكُردية وخصوصيتها :

يمكننا اعتبار صحيفة كردستان كبشير خير لنشوء الصحافة الكردية، والتي مرت بمراحل مهمة خلال القرن الماضي ، من صحافة تعريف بالهوية القومية للشعب الكردي في بدايات القرن الماضي وحتى الحرب العالمية الاولى ، استفادت الصحافة الكردية من التناقضات والصراع على كردستان بين دول الحلفاء والمحور ، وتحديدا بين البريطانيين والعثمانيين الذين كانوا بحاجة لأستقطاب الكرد إلى جانبهم ، مما فتح الباب للصحافة الكردية بالخروج الى النور . بعد الحرب العالمية الأولى وحتى اربعينيات القرن الماضي انتعشت الصحافة الكردية في كردستان الجنوبية اي القسم الملحق بالعراق نوعاً ما ، خاصة بعد ان جلب البريطانيون مطبعة إلى مدينة السليمانية ، كان لها الأثر البالغ في ابقاء اللغة الكردية حية دون اندثار، وكان لها الدور في الحفاظ على سلامة اللغة وإذكاء الروح القومية بين ابناء الشعب الكردي ، بعكس الجزء الشمالي من كردستان الذي التحق بتركيا والذي بعد أن سيطر الكماليون على السلطة من العثمانيين ، حاربوا كل ما يمت بصلة بالثقافة الكردية ، سواء كانت الصحافة ، أو اللغة الكردية عامة، في إطار سياسة التتريك التي لاتزال سارية حتى يومنا هذا . مع بداية الأربعينيات أصطبغت الصحافة الكردية بطابع حزبي بحت بعد تشكل الأحزاب الكردية وتوجهها نحو المقاومة، ولاتزال هذه الصحافة وبغالبيتها حتى يومنا هذا حزبية التوجه والمنشأ ، رغم التاريخ الطويل والشاق والمراحل الصعبة التي اجتازتها في مسيرتها إلا أن الصحافة الكردية لم تستطع خلع عباءة الحزبية السياسية وحتى المناطقية أحيانا أخرى ، هذه التوجهات تحد من قدرة الصحافة على تكوين رأي عام كردي موحد ، او حتى خطاب إعلامي كردي متفق عليه في المحافل الدولية .

المصادر

الموسوعة الصحفية الكردية في العراق …….الباحث والصحفي العراقي فائق البطي

الصحافة الكردية …. تاريخ حافل من اجتهادات شخصية ومبادرات حزبية الكاتب الصحفي إحسان عزيز

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version