في إحدى القرى القريبة من مدينة ماردين جنوبي شرقي تركيا ، وتحديداً في قرية “هسار” ولد الشاعر شيخموس حسن والذي سيعرف فيما بعد باسم جكر خوين سنة 1903 .
فَر مع عائلته وهو يافع الى سوريا هرباً من بطش العثمانيين آنذاك ، ليستقر في مدينة عامودا ، درس الفقه الإسلامي الذي كان يعتبر حينها المصدر الوحيد للتعلم لدى العامة من ابناء الشعب الكردي .

بدأ بقرض الشعر باكراً منذ عام 1924، والنتقل بين المدن والبلدات والقرى الكردية على امتداد الجغرافية الكردستانية ، وأستقر اخيراً في مدينة القامشلي ، سجن مرات عديدة بسبب نشاطه السياسي وهاجر في نهاية السبعينيات ليستقر في سويد حتى وفاته ويوارى الثرى حسب وصيته في منزله بمدينة القامشلي .
يعتبر من الشعراء الكلاسيكيِّن وتأثر كثيراً بالشاعرين الكرديين “ملا جزيري” و “أحمد خاني”
وتميز شعره بأنه ذات نزعة قومية وأجتماعية وفكرية .

جكر خوين و “النزعة القومية”

  • عاصر جكر خوين الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وتأثر بحركات التحرر القومية ، والتي كانت السمة المميزة للقرن العشرين ليتجسد ذلك في أشعاره التي تدعوا الشعب الكردي إلى القيام بالثورة والخلاص من نير الأستعباد والأضطهاد ، لينخرط في العمل السياسي باكراً ، بداية مع الحزب الشيوعي السوري ثم يعلن انفكاكهِ عنها ويشكل مع مجموعة من رفاقه منظمة (آزادي) التي انضمت بدورها إلى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا حديث النشأة وقتها وكان ذلك في نهاية الخمسينيات .
  • دعا جكر خوين في معظم دواوينهِ الى الثورة كطريق وحيد للتحرر ، الا إن رائعته كانت { كيمه أز ؟ } في الديوان الثالث من اشهر ما صدر للشاعر حيث يقول في مطلعها :
    مَنّ أنا ؟
    انا كُرديٌ من كُردِستان
    ثَورةٌ وَبُركان
    مَن أنا ؟
    كُرديٌ حُر
    عَدو الاستعمار
    صَديّق السّلام .

جكر خوين والنزعة الأجتماعية والتقدمية :


كان لأنتماء جكر خوين الطبقي الأثر الكبير في حياتهِ وتُرجمت في أشعارهِ ، كان تحرير كردستان يمر عبر تحرير الفلاح من نير الاقطاع والعبودية ممثلين في الآغوات والمتحالفين معهم من رجال الدين والملالي ، ويعتبرهم أدوات المحتل والسبب الرئيسي للتخلف والجهلِ والأُمية .
يقول جكر خوين في كِتابهِ (( سيرة حياتي )) :
” الجوع والتشتت والبؤس شمخت بقرونها في صدر بلاد الكرد ، وعلى معظم الكرد معاداة قوميتهم ليتمكنوا من تحصيل الخبز لأطفالهم ، إن عدونا سخر رجال الدين ليجعلوا الدين عقبة عصية وصخرة عظيمة ، بالكاد نستطيع إزاحتها “.
في ديوانه الأول يهاجم الشاعر الآغوات ورجال الدين بدون مواربة أو ايماءات واستخدم لغة مباشرة في وصفهم بأنهم كالجراثيم التي تفتك بالجسم الكردي
منذ مائتا عام والمرض العضال يلاحقه
لقد اصبح الشيخ والآغا كالميكروب يفتك بجسمك

دعوته إلى تحرير الفلاح كانت متلازمة مع دعوته إلى تحرير المرأة التي كانت تعاني قهراً اجتماعياً مركباً نابعاً من العادات والتقاليد المرتبطة في احيان كثيرة بالموروث الديني .
دعا جكر خوين المرأة الكردية إلى النضال والعلم كسبيل وحيد لخلاصها والذي هو بداية لتحرير الكرد يقول :
أرفعي رأسكِ عالياً فلم يعد يليق بكِ السكوت
أنظري النساء اصبحن في الفضاء إلى متى ستكونين في جهل ؟

وكان ديوانه الخامس { زند آفستا } موجهاً لتحرير المرأة والنضال من أجل حقوقها .

أعمالهُ :
لم يكن جكر خوين مجرد شاعر ، بل كان مفكراً ومناضلاً كل دواوينه كانت تدور حول القضايا القومية والأجتماعية والوطنية ، كتب باللغة الكردية ( الكرمانجي ) وتركَ وراءهُ أِرثاً من الدواوين الكردية وصلت إلى ثمانية دواوين .
كما أصدر قصص كردية وثلاثة كتب في التراث والامثال الشعبية الكردية ، بالأضافة إلى إصدارهِ مجلات كانت تهتم بالأدب والشعر الكُردي .

المصادر :

  • كتاب ( سيرة حياتي ) لجكر خوين
  • كتاب مع روائع جكرخوين (الشعرية) مختارات لعبد الوهاب الكُرِمي .

By admin-z