منُذ بدء الخليقة وعبر التاريخ ، اتخذت الأمم والشعوب والأقوام والقبائل رايات خاصة بها ، تميزها عن باقي الشعوب والأمم . في القدم كانت الرايات تستخدم في الحروب والمعارك ، كانت تُحمل في مقدمة الجيش لأستنهاض الهمم ورفع الروح المعنوية للمقاتلين ، وكان الحرص وكل الحرص أن يبقى مرفرفاً عالياً ، وسقوطها كان يعني الهزيمة .
في التاريخ المعاصر اصبحت الأعلام بمثابة أختصار لتاريخ وثقافة الشعب المعني ، والهوية الوطنية الجامعة لأبناء ذلك البلد ، وله قدسية رمزية حيث يلف به جسد الشهيد المدافع عن وطنه ، ويرفع في المناسبات الوطنية والقومية لكل دولة .
ظهر العلم الكردي لأول مرة وحسب المصادر والمؤرخين الكرد عام ١٩٢٠ عندما تبنتها جمعية ( التنظيم الاجتماعي للكرد ) في استنبول .
ثم جمعية ( خويبون – الاستقلال) أعتمدها في عام ١٩٢٧.
رفعها الجنرال إحسان نوري باشا على قمة جبل آرارات في أثناء ثورة آغري .
وضعها الأمير جلادت بدرخان على غلاف مجلة “هاوار” عام ١٩٣٢.
اعتمدتها جمهورية مهاباد الكردية عام ١٩٤٦ ، لكنها أضافت على جانبي قرص الشمس سنبلتي قمح ، ووضع خلف القرص رسم جبل وشجرة وكُتب بشكل دائري ، دولة جمهورية كردستان .
كتب (وليم ايكليتون ) عن العلم الكردي في مهاباد :
” في أواخر شتاء عام ١٩٤٦ ،كانت الشمس تشع في الصباح الباكر ، كان ذلك اليوم يوماً بهيجاً .كان كبار القوم ورؤساء العشائر قد توافدوا ، بالأضافة الى جموع غفيرة من أهالي القرى المجاورة إلى ساحة “جارجرا” التي كانت مزدانة بالأعلام الكردية” .
ذكر موسى عنتر عن ذكرياته لعام ١٩٤٨، أنهم أسسوا في استنبول جمعية سرية ، كان أعضاؤها يؤدون القسم على هذا العلم الكردي .
في سنة ١٩٩٨ ، قام كل من مهرداد أيزادي وبيجان الياسي ، بأعداد وثيقة تتضمن تصميم للعلم الوطني الكردستاني حسب المعايير للَعلم ، تم الأقرار به من قبل مركز العلم الدولي .
في سنة١٩٩٩ ، أعتمد برلمان اقليم كردستان العراق هذا النموذج ليكون العلم الرسمي للاقليم .
في سنة ٢٠٠٩ ، قرر برلمان أقليم كردستان العراق أن يكون يوم ١٧ كانون الأول من كل عام يوما للعلم الكردي ، يتم الأحتفاء به في جميع أنحاء كردستان .
يتألف علم كردستان من ثلاث مستطيلات ، ألوانها من الأعلى الى الأسفل :
الأحمر ويرمز إلى الثورة والتضحية والفداء من أجل أستقلال كردستان .
الأبيض في الوسط ويرمز إلى السلام الذي يتوق الكرد لعيشه .
الأخضر في الأسفل ويرمز الى طبيعة كردستان الخلابة الخضراء .
في المنتصف قرص للشمس ولها واحد وعشرون أشعاعاً متساوياً في الحجم والشكل ، ويرمز إلى عيد نوروز القومي ورأس السنة الكردية ، والشمس لها أهمية ثقافية وقومية ودينية عند الكُرد ، حيث ان أسلاف الكرد من الميتانيون والهوريون والميديون وجميع الأقوام التي كانت تدين الزردشتية ، كانوا يعبدون الشمس وهو رمز للإله (ميثرا) الذي هو إله للأقوام الآرية عامة .

المصادر :
– تاريخ العلم الكردي بقلم الدكتور محمد عبدو علي
– الجمهورية الكردية ١٩٤٦ في مهاباد “وليم ايكلتون”
– يوم العلم الكردستاني بقلم الدكتور مهدي كاكي
– قصة العلم الكردي بقلم دلاور زنكي

By admin-z