بقلم منتصر ميرزو تماسك الجماعة الارتباط الوثيق بين أفراد الجماعة في أهدافهم القريبة وغاياتهم البعيدة، فهو وسيلة وإحساس مشترك لدى جميع الأفراد للبقاء والاستمرار مع تعظيم الشعور بالانتماء للجماعة. ويستعمل مفهوم التماسك المجتمعي في وصف العلاقات بين الأفراد الذين يرتبطون ببعضهم بروابط اجتماعية وحضارية مشتركة.
التماسك الاجتماعي حسب “دوركهايم “:
كان عالم الاجتماع “دوركهايم”مهتماً بالدراسة الدقيقة للصلة بين الفرد والمجتمع، في وقت كانت تنمو فيه روح الفردية والاضطراب الاجتماعي والتشدد الاخلاقي.
وعليه، فقد عدّ “دوركهايم” التماسك الاجتماعي نتيجة حتمية للتطور الذي يمر بها المجتمعات من مجتمعات تقليدية بدائية إلى مجتمعات مدنية حديثة، حيث يظهر التماسك الاجتماعي بقوة في المجتمعات البدائية، بسب تشابه المهام التي يؤديها أفراد الجماعة من أجل البقاء، وبالتالي فإن معتقداتهم وعاداتهم هي نفسها عملياً .
عند تطور الجماعة تصبح المهام أكثر تعقيداً، يبدأ التخصص في العمل، بالتالي يصبح الفرد غير مكتفي ذاتياً، وعليه تنشأ علاقات الاعتماد المتبادل، أي أن كل فرد يحتاج للآخر للبقاء .
أمثلة على التماسك الاجتماعي :

  • في المجتمعات التقليدية القبلية : يكون التماسك الاجتماعي عالياً بين الأفراد لأنهم يتشاركون الخبرات والمعتقدات المشتركة .
  • في المجتمعات المتدينة : يتمتع السكان بإحساس كبير بالانتماء إلى مجتمعهم .
  • في المجتمعات المتحضرة المدنية : يقل التماسك الاجتماعي ويزداد عزلة الأفراد والانفصال عن الجماعة .
    التماسك الاجتماعي والمتغيرات التي تؤثر عليها :
  • تشابه خصائص الأفراد : تماثل في طبيعة العمل مثل التخصصات المهنية ومدة الخبرة ترتبط بتماسك جماعات العمل بدرجة أكبر من التماسك في خصائص مثل الشخصية أو السن .
  • التواصل المستمر بين أفراد الجماعة : كلما ازداد تفاعل واتصال الجماعة ببعضهم كلما أدى إلى تقوية الروابط بين الأفراد وزيادة تماسك المجتمع .
  • التهديدات الخارجية : كلما زادت الضغوط والتهديدات الخارجية التي تتعرض لها الجماعة كلما أدى إلى زيادة تماسكها، وكلما قلتْ الضغوط قلّ التماسك .
  • حجم الجماعة : كلما قل عدد أفراد الجماعة زاد تماسكهم، وكلما زاد عددهم قل تماسكهم.
    العوامل المؤثرة في التماسك الاجتماعي :
    1- الحروب : من العوامل المهمة والتي تؤثر بشكل كبير على التماسك المجتمعي، وذلك لأنها تدفع المجتمع إلى إعادة تنظيم إولوياته، كما تؤدي إلى اهتزاز قيم الأفراد، ونشأة الصراعات النفسية بين الفرد وغيره من أعضاء المجتمع وشعور الفرد بالتهديد الدائم.
    2- المدنية : ترتبط المدنية بعلاقة عكسية مع التماسك المجتمعي كما اسلفنا سابقا، أي كلما ازداد معدل المدنية تقل العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع وبالتالي يقل التماسك الاجتماعي داخل المجتمع.
    3- الهجرة : المهاجر يفقد ذاتيته حين يواجه قيماً ومجتمعاً وعادات جديدة، مما يؤدي إلى العزلة ويفقد الاحساس بقيمته مما يؤثر في توافقه الاجتماعي، وبالتالي تنشأ بعض الظواهر الجديدة بالمهاجرين مثل تكوين جماعات عنصرية، وأحياء خاصة بالمهاجرين.
    4- الغزو الثقافي : يؤدي الغزو الثقافي إلى صراع بين القيم الأصيلة والواردة والتي ترتبط بالحداثة.

المصادر :
ويكيبيديا التماسك الاجتماعي
WARBIETONCOUNCIL التماسك الاجتماعي مفهوم دوركهايم وآلياته وأمثلة
إميل دوركهايم وعلم الاجتماع في” لا تغمص عينيك”
موسوعة Al Moqatel التماسك الاجتماعي

By admin-z